معالم في طريق الإصلاح

في الملتقى الثاني لقبيلة أولاد اعل في الغائرة بتاريخ : 28/9/2012

معالم في الطريق الإصلاح

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه الحبيب الكريم
وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
والبيت لا يبتنى إلا له عمد ولا عماد إذا لم ترس أوتاد

وبعد هذه منطلقات أحسبها ولله أعلم أنها من أهم مرتكزات منهج الاصلاح
والعمل الراشد أرجو أن أكون فيها صادق النصح صحيح النظر بلا روغان ولا تلفيق
كما أرجو من الله أن ألحن فيها لحن العقل وأن يجيرها من لحن القول فهو النفاق المحض
و النقاط هي كالاتي:

ـ أولا: التحرر الذاتي :

فلا بد من حرص كل فرد من أفراد القبيلة على التحلي بسجية هامة وهي حرية الإرادة في اتخاذ المواقف و استقلالية التفكير والتصور في إدراك الأمور وتقديرها
أي عدم الارتهان الاعمي لأي أحد كان أو التبعية المطلقة على أساس منافع خاصة أو عصبية جهلاء أوإعجاب وهمي
بل التقيد بالمبادئ الصحيحة والمقاصد الرشيدة و المصلحة العامة

ـ ثانيا: الموازنة بين الولاء الخاص والولاء العام :

أي ضرورة تغليب مصلحة القبيلة على مصلحة الأسرة في حالات تعارض خاص وعام
و الأولى و الأحرى هو العمل المطلق لحساب القبيلة فقط وتحجيم البعد الشخصي و النزعة الفئوية الضيقة التي لا يبتغى بها وجه الله

ـ ثالثا : الشراكة الشاملة :
وهي الحرص على مشاركة كافة المتلهفين و الراغبين في المشاركة في التسيير الجماعي للشؤن العامة للقبيلة لكي يتحقق التمثيل الفعلي لكافة مجموعات القبيلة دون تحفظ أو انزعاج حتى تتئالف القلوب وتنتفي الظنون و الوساوس و تتقارب الاجتهادات و المواقف و تتكامل الجهود و تصح العزائم وتصدق النوايا

ـ رابعا : العبور الآمن إلى المستقبل :

طي صفحة الماضي بتعثراته و الخروج من دوامة التيه والسنين العجاف
مع الاستصحاب و الاستئناس بجوانبه المشرقة بإنجازاته و التبرؤ من جوانبه المعتمة بإخفاقاته ومسلكياته العرجاء

ـ خامسا: ترشيد النشاط السياسي الفردي و الجماعي :

و توجيهه من الكسب الشخصي و الاطار الاسري إلى استراتيجية هادفة ورزينة لإعطاء القبيلة صدى وذكرا داخل الدوائر الرسمية للدولة بعد التواري تحت مظلة الاخرين وكذالك صياغة قواعد ضابطة للمارسة السياسية تجعلها تبني وتنطم لا تهدم و لا تفرق

سادسا: الاعتراف بالاخر ونبذ الشعور بالفوقية ورمي الاخر بالدونية

ومن أجل ذالك يتحتم تعريف الاسرة أبنائها بمئاثر ومفاخر الاسر الأخرى
وسير وتاريخ أجدادها حتى يفخر الجميع بالجميع
ويشعر الأفراد أن تراث كل أسرة وتاريخ أسلافها هو تراث عام للقبيلة ورافدها المقدس الذي يرفع من قيمتها المعنوية لذالك فإن الاعتزاز به هو اعتزاز بالقبيلة ذاتها ومجدها المجيد و أن حسب و أمجاد كل أسرة هو قوة دفع معنوية أساسية لتقوية العزم و إنارة درب الصعود و النهوض وليس للتعالي و ا لتكبر و غمط ذوي القربى و إنما للإقتداء و الاستبصار و التحفيز
وفي هذا السياق ينبغي جمع التراث و تدوينه ونشره في الفضاءات الاعلامية و الثقافية للتعريف بالقبيلة ورصيدها المعنوي

ـ سابعا : ضرورة حلحلة الملفات العالقة :

و تسويتها بطريقة ودية وعدم تركها ألغاما لا يدرى ماذا قد يصدر عنها بما في ذالك كل القضايا المعطلة و المشاريع الهامة و اتخاذ كافة الإجراءت الضرورية مهما كلفت من وقت و جهد و تخطيط بصدق وموضوعية و جدية وإصرار

ـ ثامنا : تفعيل دور الأجيال الشابة :

وبعث روح القيادة فيهم والارتقاء بهممهم ووعيهم إلى مستوى التطلعات المنشودة وعدم تقييد إرادتهم و استغلالهم لأغراض خاصة وتركهم على برائتهم وإن لا فإن افساد الشباب يعني إعادة استنساخ الماضي

محمد مر ولد الشيخ محمد يحيى ولد الحابوس الزينبي